للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك: قَامَ، وبَاعَ، يقولون: أبدلت الواو والياء ألفين؛ لتحركهما وانفتاح ما قبلهما، وهو لَعَمْري كذلك، إلا أنَّا لم نقلب واحدًا منهما حتى سكَّنَّاه؛ استثقالًا لحركته، ثم قلنا: لتحركهما في الأصل وانفتاحِ ما قبلهما الآنَ، وإلا فلو رُمْتَ قلبَهما متحركتين اجتمعتا عليك بحركتهما، فعَزَّتا عليك، وعلى هذا قول أبي الحَسَن (١) في مثل: {يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ} (٢)، في أنه حَذْفٌ على التدريج (٣).

وشاع نحوُ نُيَّمٍ في نوم ... ونحو نيام شذوذ (٤) نُمي

(خ ١)

* قد كتبنا في باب الوَقْف (٥) أن المتجاورين قد يُعطى كلٌّ منهما حكمَ الآخَر، وكذا هنا، قال أبو الفَتْح (٦): مَنْ قال في: صُوَّم: صُيَّم، وفي: نُوَّم: نُيَّم؛ فإن العين لَمَّا جاورت اللام أجراها مُجراها، فأعلَّها إعلالَ اللام في: عَاتٍ وعِتِيٍّ، وجَاثٍ وجِثِيٍّ (٧).

(خ ٢)

* قولُه: «صُوَّم» (٨) ليس على إطلاقه، بل شرطُه: أن لا تكون لامه معتلةً؛ لئلا يتوالى إعلالان، فنحو: الشَّاوِي والشُّوَّا (٩) واجب التصحيح، ونظيرُه: وجوب التصحيح


(١) معاني القرآن ١/ ٩٢ - ٩٤، ٢/ ٤٤٤.
(٢) البقرة ٤٨، ١٢٣.
(٣) الحاشية في: ٢١٩، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ٢/ ٥٧٢، ٥٧٣ إلى قوله: «فعزَّتا عليك»، ولم يعزها لابن هشام.
(٤) كذا في المخطوطة، والصواب ما في متن الألفية: شذوذه، وبه يستقيم الوزن. ينظر: الألفية ١٨٦، البيت ٩٨٥.
(٥) في التعليق ص ١٥١٨ على قوله:
محرَّكًا أو حَرَكاتٍ انقُلا ... لساكنٍ تحريكُه لَن يُحْظَلا
(٦) الخصائص ٣/ ٢٢٢.
(٧) الحاشية في: ٤٢/أ.
(٨) كذا في المخطوطة، والذي في متن الألفية: نُوَّم.
(٩) كذا في المخطوطة في هذا الموضع والذي يليه، ولعل الصواب: الشُّوَّى، ويكون جمعًا للشَّاوِي على "فُعَّل"، ولم أجد من ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>