للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* إنما أجمعوا على الإظهار في: أَفْعِلْ به؛ لأنه موضعٌ قد صحَّ فيه المعتلُّ، نحو: أَقْوِلْ بزيد، فإذا كانوا قد صحَّحوا في المضاعف حيث أعلُّوا الواوَ والياءَ، نحو: طَلَل، وشَرَر، وباب، وَدار، فأن يُصَحّحوا المضعَّف في نحو: أَشْدِدْ به، حيث صحَّحوا المعتلَّ؛ أَوْلى، هذا مع أن الأصل في هذا الضرب الإظهارُ، وهي لغة الحجاز (١)، يسكنون الحرفَ المدغمَ فيه، وحكمُ المدغم فيه أن يكون محركًا؛ لِمَا يلزم من إسكان المدغم فيه.

وأما إعلالهم: ما أَشَدَّهم مع تصحيحهم: ما أَقْوَلَه؛ فلأنه كان يلزم أن يتوالى فيه المثلان بالحركة، ولأن هذا المثال لو كان اسمًا لأُدغم، أَلَا ترى أن بابَ: أصَمَّ ونحوِه كلَّه يُدغم إلا: أَلْبَبٌ (٢)؟ ومِنْ ثَمَّ قالوا: زيدٌ أَشَدُّ منك، وعمرٌو أَقْوَلُ منه، فصحَّحوا هذا، وأدغموا ذاك. من "تَذْكِرة" (٣) الفارسي (٤).

(خ ٢)

* [«وفَكُّ "أَفْعِل"»]: كقوله (٥):

......................... ... وَأَحْبِبْ إِلَيْنَا أَنْ نَكُونَ المُقَدَّمَا (٦)

وقولِه (٧):


(١) ينظر: الكتاب ٣/ ٥٣٠، ٤/ ٤٧٣، والكامل ١/ ٤٣٩، والأصول ٢/ ٣٦٢.
(٢) كذا في المخطوطة مضبوطًا، وفتح الباء لغة، وهي عروق في القلب تكون منها الرِّقَّة. ينظر: القاموس المحيط (ل ب ب) ١/ ٢٢٤.
(٣) لم أقف عليه في مختارها لابن جني، ولا في غيره من كتبه التي بين يدي.
(٤) الحاشية في: ٤٢/ب.
(٥) هو عباس بن مرداس رضي الله عنه.
(٦) عجز بيت من الطويل، وصدره:
وقال نبيُّ المسلمين: تقدَّموا ... ...
روي: «وحُبَّ»، ولا شاهد فيه. ينظر: الديوان ١٤٢، والعين ٣/ ٣١، وتهذيب اللغة ٤/ ٨، والروض الأنف ٧/ ٣٢١، وشرح التسهيل ٣/ ٣٥، والتذييل والتكميل ١٠/ ١٨٧، والمقاصد النحوية ٣/ ١٤٨٠.
(٧) هو مجنون ليلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>