للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وردَّه أبو عَلِيٍّ (١) بأنه لا معنى هنا للاستفهام، والجوابُ: أنه إنما زعمها زَجْرًا (٢).

* إنما التُزم الإدغام في "هَلُمَّ"؛ لأنها عند الحجازيين اسمُ فعلٍ، وهم يدغمون في المضارع المجزومِ والأمرِ، ففي الاسم أَجْدرُ، وأما التميميُّون (٣) فإنه -وإن كان عندهم فعلًا- ولكنَّهم يظهرون في الفعل، فهذا على قاعدتهم، وهذا أَوْلى من تعليلهم بالتركيب، فافْهَمْه (٤).

وما بجمعه عُنِيتُ قد كَمَل ... نظمًا على جُلِّ المُهِمَّات اشتمل

أحصى من الكافية الخُلَاصه ... كما اقتضَى غِنًى بلا خصاصَه

فأَحْمَدُ الله مصليًا على ... محمدٍ خيْر نبي أُرْسِلا

وآلِهِ الغُرِّ الكِرَامِ البَرَره ... وصَحْبِهِ المنتجَبينَ الخِيَره

(خ ٢)

* تُوُفِّي الشيخُ جَمَالُ الدِّينِ النَّاظِمُ لهذه "الخُلاصة" رضي الله عنه قُبَيل الصبح، من يوم الأربعاء، ثاني عشرَ شعبانَ، سنة اثنتين وسبعين وستمائة، بدمشق المحروسة، بالعادِليَّة (٥)، وصُلِّي عليه وقتَ الظهر، بالجامع الأُمَويِّ، ودُفِن في جبل قَاسِيُون (٦)، في تُرْبة القاضي عِزِّ الدِّينِ (٧) (٨).


(١) كتاب الشعر ١/ ٧٥، ٧٦.
(٢) الحاشية في: ٢٢٣.
(٣) ينظر: الكتاب ٣/ ٥٣٠، ٤/ ٤٧٣، والكامل ١/ ٤٣٩، والأصول ٢/ ٣٦٢.
(٤) الحاشية في: ٢٢٣، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ٢/ ٥٨٣، ولم يعزها لابن هشام.
(٥) هي مدرسة بدمشق، بناها الملك العادل سيف الدين محمد بن نجم الدين أيوب. ينظر: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٢٧١.
(٦) هو الجبل المشرف على مدينة دمشق. ينظر: معجم البلدان ٤/ ٢٩٥.
(٧) هو محمد بن عبدالقادر بن عبدالخالق بن مقلّد الأنصاري الشافعي، أبو المفاخر، عرف بابن الصائغ، رأس القضاة بدمشق، وشُهد له بالعدل والأمانة والديانة، توفي سنة ٦٨٢. ينظر: تاريخ الإسلام ١٥/ ٥٠٦.
(٨) الحاشية في: ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>