للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على "الذي"، كما قد يُوهمه قولُه: «لَا تُثْبِتِ»، أو على "اللذِ" (١)، كما يقول الشيخ في "شرح التَّسْهِيل" (٢) -وهو الظاهر في التحقيق من قوله: «لَا تُثْبِتِ»، ولم يقل: احذفها، فتأمَّل ذلك- أو كالمفرَّع على ذلك، فأُجري مُجرى: الزيدَين، والرجلَين، يدلُّك على أنه كذلك أو بمنزلة ما هو كذلك: أنهم شدَّدوا فيه تعويضًا.

وأما "الذِين" فإنه عندي من "الذي" كـ: رَكْبٍ من: راكبٍ، أي: اتفقا في المادة بطريقٍ عَرَضي، يدلُّك على ذلك: عمومُ "الذي" في العاقل وغيره، وخصوصُ "الذين" بالعاقل، وأن العرب لم تشدِّد النون تعويضًا فيه، كما شدَّدوا في التثنية تعويضًا؛ لأنه ليس مفرَّعًا، ولا كالمفرَّع على "الذي"، فافهمه.

وقد أشار الشيخ إلى ما صرَّحت به، قال (٣): لم يَجْرِ "الذين" على سَنَن الجموع؛ لاختصاصه بأولي العلم، لم يَجْرِ مَجراها في الإعراب، ثم قال: ومن قال (٤): اللذون (٥) راعى أن "الذِين" يشبه في اللفظ: الشَّجِينَ، والعَمِينَ، فأعطاه حكمَه (٦).

(خ ٢)

* [«"الَّذِينَ" مطلقا»]: قد يقال: إن القياس كان يقتضي أن تكون لغةَ الجميع؛ لأن الجمع لَمَّا كان مختصًّا بالأسماء كان مُبعِدًا لمشابهة الحروف، واعتضد بأنه داعٍ إلى ما هو أصلُ الأسماء، وهو الإعراب، ودليل ذلك: أن التثنية اتفقوا على إعرابها؛ لِمَا ذكرنا.

ويجاب: بالفرق؛ بأن هذا الجمع ليس مسلوكًا به سبيلَ الجموع المعهودة في الأسماء، بدليل: أن "الذي" عامٌّ في العاقل وغيره، و"الذين" خاصٌّ بالعقلاء، فلما كان مخالفًا للأسماء التي هي جموعٌ لم يكن شبيهًا بها، فلم تَجِدْ مشابهةُ الحرف ما يعارضُها،


(١) كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب: الذِ، والمراد: المفرد المحذوف الياء.
(٢) ١/ ١٩١.
(٣) شرح التسهيل ١/ ١٩١.
(٤) هي لغة هذيل، ينظر: لغات القرآن للفراء ١٢، وأمالي ابن الشجري ٣/ ٥٦، وشرح التسهيل ١/ ١٩١.
(٥) كذا في المخطوطة، والصواب: الَّذُون.
(٦) الحاشية في: وجه الورقة الأولى الملحقة بين ٤/ب و ٥/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>