للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يمثِّل بمشترك، ونحوُ: أقائمٌ زيدٌ؟ يجوز فيه إعرابان -بإجماعٍ، وإنما النزاعُ في مثل: {أَرَاغِبٌ أَنْتَ} (١)، أعني: فيما مرفوعُه ضميرٌ- فلا يمثَّلُ به لأحدهما (٢).

* "أقائمٌ زيدٌ؟ " لا خبرَ له، لا في اللفظ، ولا في التقدير، وكذا: أقلُّ رجلٍ يقول ذاك؛ لأن الجملة صفةٌ لـ"أقلُّ"؛ لإفرادهم الضميرَ وتثنيتِه وجمعِه؛ لكون المضاف إليه كذلك، ولو كان خبرًا لم يلزمه ذلك، وكأنهم إنما جعلوه غيرَ مخبرٍ عنه؛ لأنه في معنى الفعل، بدليلِ أنه لا تدخل عليه النواسخُ، كما لا تدخل على: أقائمٌ زيدٌ؟ كما لا تدخل على: قام زيدٌ، وكأن "أقلُّ" بمعنى: قَلَّ، أو بمعنى الحرف، و"أقلُّ" بمعنى "ما" (٣).

(خ ٢)

* المبتدأُ ثلاثةُ أنواعٍ: اسمٌ ليس في تأويل الفعل، كـ: زيدٌ قائمٌ، واسمٌ في تأويل الفعل الماضي، نحو: أقلُّ رجلٍ يقوله (٤) ذلك، واسمٌ في تأويل المضارع، نحو: أقائمٌ الزيدان؟

قيل: أو في تأويل الأمر، نحو: حسبُك درهمان.

ولا يُغني عن الخبر وصفٌ مجرورٌ بإضافةٍ، خلافًا للكِسَائيِّ وهِشَامٍ (٥)، أجازا: كلُّ رجلٍ قائمٍ، مستدلَّيْن بقراءة أبي (٦) جَعْفرٍ: {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٍّ} (٧).


(١) مريم ٤٦.
(٢) الحاشية في: ٦/أ.
(٣) الحاشية في: ٦/أ.
(٤) كذا في المخطوطة، والصواب: يقول.
(٥) ينظر: ارتشاف الضرب ٣/ ١٠٨٦.
(٦) هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني، أحد القراء العشرة، من التابعين، أخذ القرآن عن مولاه عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة، وقرأ على ابن عباس وأبي هريرة، وغيرهم، قرأ عليه نافع وابن جماز، وغيرهما، توفي سنة ١٢٧، وقيل غير ذلك. ينظر: معرفة القراء الكبار ٤٠، وغاية النهاية ٢/ ٣٨٢.
(٧) القمر ٣. ينظر: المحتسب ٢/ ٢٩٧، وشواذ القراءات للكرماني ٤٥٣، والنشر ٢/ ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>