للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اختيارُ ابنِ مَالكٍ (١).

ع: اختيارُ ابنِ عُصْفُورٍ المحكيُّ عنه هو قولُه في "المقرَّب" (٢)، وقد رجع عنه، فاختار في "شرح الجُمَل" (٣) الجوازَ، قال: وإنما يمتنع ذلك في باب المبتدأ، يعني: نحوَ: يقوم زيدٌ، على الابتداء والخبر؛ لضعف الابتداء، وأما العامل في باب "كان" وغيرِه فقويٌّ، والعربُ إذا قدَّمت عاملين لفظيين ... (٤).

ع: عندي أن هذا مما تنازع فيه ثلاثةُ عواملَ معمولًا، وأنه أُعمل الثالثُ على رأي ص (٥)، وفي "عسى" و"يكون" ضميران من "الأجل"، و"أن يكون قد اقترب" خبرُ "عسى"، وإنما حملتُه على إعمال الأخير؛ لأنه لغة التنزيل، ثَبَتَ ذلك في مواطنَ (٦) (٧).

(خ ٢)


(١) شرح التسهيل ١/ ٣٩٦.
(٢) لم أقف فيه إلا على قوله ١٥٤: «وقد تُقدَّم أخبارُ هذه الأفعال على أسمائها، فتقول: عسى أن يقوم زيد، ويوشك أن يقوم عمرو، على أن يكون "زيد" اسم "عسى"، و"عمرو" اسم "يوشك"، و"أن والفعل" في موضع الخبر». وهذا يدل على موافقة الحوفي وابن مالك، ولعل أبا حيان فهم منع ابن عصفور ذلك من قوله في شرح الجمل ٢/ ١٧٨: «وتستعمل بمعنى "قرب"، فتكتفي بالمرفوع، فتقول: عسى أن يقوم زيد. فإن قيل: فهلَّا جُعلت بمعنى "قارب"، وتكون على التقديم؟ فالجواب: أنَّا قد وجدناها استعملت استعمال "قرب"، بدليل قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}، فـ"ربك" هنا فاعل "يبعثك"، ولا يتصور أن يكون فاعلًا بـ"عسى"؛ لأن "مقامًا" حال من "يبعثك"، ولا يجوز أن يفصل بين العامل والمعمول بأجنبي».
(٣) ١/ ٣٩٢.
(٤) موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انقطعت في المخطوطة. وعبارة "شرح الجمل": «لأن العرب إذا قدَّمت عاملين لفظيين قبل معمولٍ؛ ربما أعملت الأول، وربما أعملت الثاني، كما كان ذلك في باب الإعمال».
(٥) ينظر: الإنصاف ١/ ٧١، والتبيين ٢٥٢.
(٦) ينظر: دراسات لأسلوب القرآن الكريم ٣/ ٢/٤٨، ٥٤ - ٥٧.
(٧) الحاشية في: ٨/ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>