للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَنَا ابْنُ مَاوِيَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ (١)

و:

أَنَا أَبُو المِنْهَالِ بَعْضَ الأَحْيَانْ (٢)

المعنى: أنا المشهور والمعروف، لو قلت: إِذْ جَدَّ النَّقُرُ أنا ابنُ مَاوِيَّةَ، و: بعضَ الأحيان أنا أبو المنهالِ؛ جاز، وأما الحال فلا يجوز ذلك فيها؛ لأن لها شبهًا بالمفعول؛ ألا ترى أن الضاحك زيدٌ في: ضربت زيدًا ضاحكًا؟

وقال ابنُ عُصْفُورٍ (٣): لأنها مشبَّهة بالظرف؛ ألا تراها على تقدير: في حالةِ كذا؟ والمشبَّهُ بالشيء لا يقوى قوَّتَه في الجميع، ولولا التشبيهُ بالظرف لم يُعْمِلوا فيها المعانيَ ... (٤): {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} (٥)، وإنما قلنا: إنها مشبَّهة بالمفعول؛ لأنها فضلةٌ عن تمام الجملة.

ومن تقديمهم الظرفَ المعمولَ للمعنى: أكلَّ يومٍ لك ثوبٌ تلبسُه؟ عاملُ "كلٍّ" ما في "لك" من الاستقرار، لا "تلبسُه"؛ لأن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصول (٦)، ولا فِعلٌ يُفسِّره "تلبسُه"؛ لأنه لا يفسِّرُ إلا ما (٧) يَعملُ.


(١) بيت من مشطور الرجز، لبعض السَّعْديين. النَّقُر: أصله: النَّقْر، فلما وقف نقل حركة الراء إلى القاف الساكنة قبلها، والنقر: تصويتٌ باللسان تُستَحثُّ به الدابة على السير. ينظر: الكتاب ٤/ ١٧٣، والقوافي للأخفش ١٤، ١٥، والكامل ٢/ ٦٩٣، والحجة ١/ ٩٨، والإنصاف ٢/ ٦٠٢، وضرائر الشعر ١٩، والتذييل والتكميل ١/ ١٨٣، ومغني اللبيب ٥٦٨، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٧٨.
(٢) بيت من مشطور السريع الموقوف، لبعض بني أسد، وقيل: لأبي المنهال، تقدم في باب "كان" وأخواتها.
(٣) شرح جمل الزجاجي ١/ ٣٣٥.
(٤) موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.
(٥) هود ٧٢.
(٦) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: الموصوف.
(٧) انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>