للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعَطَف على الجملة حالًا منصوبًا (١).

* ع: قولُه تعالى: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} جاءت الحال مفردةً على الأصل، {وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} جاءت جارًّا ومجرورًا، {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} جاءت جملةً فعليةً، {وَكَهْلًا} مثلُ الأولى، {وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (٢) مثلُ الثانية، وقلتُ ذلك؛ لأن المعطوف على الحال حالٌ، وبَقِي: الجملةُ الاسمية والظرفُ، فيقعان حالَيْن.

وفيه دليلٌ على أن الصفات على هذا الحدِّ، لا يجب أن تَبْدأ بالمفرد ثم الظرفِ ثم المجرورِ ثم الجملةِ، وقد يُفَرَّق بينهما بأن الصفة لها خصوصيةٌ واشتدادُ اتصالٍ؛ فتقديمُ ما هو أقربُ إلى الاتصال واجبٌ؛ إلا أن السماع جاء بنقض ذلك في الصفات بعينها (٣).

وذات بدء بمضارع ثبت ... حوت ضميرا ومن الواو خلت

(خ ١)

* قال الزَّمَخْشَريُّ (٤) في: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي} (٥): إنه يجوز أن تكون الواو في "وتخفي" للحال، كما تقول: قلتَ لزيدٍ: أَمْسِكْ عليك مُخْفِيًا، وأن تكون للعطف، كأنه قيل: وإذ تَجْمَعُ بين قولِك: أَمْسِكْ وإخفاءِ خلافِه وخشيةِ الناس (٦).

وذات واو بعدها انو مبتدا ... له المضارع اجعلن مسندا

(خ ١)

* قال عَنْتَرةُ (٧):


(١) الحاشية في: ١٦/أ.
(٢) آل عمران ٤٥، ٤٦.
(٣) الحاشية في: ١٦/أ.
(٤) الكشاف ٣/ ٥٤٣.
(٥) الأحزاب ٣٧.
(٦) الحاشية في: ١٦/أ.
(٧) هو ابن شدَّاد بن معاوية العَبْسي، أحد شعراء المعلقات الجاهليين، فارس مشهور، كانت أمه أمةً، فنفاه أبوه، ثم ألحق نسبه. ينظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ١٥٢، والأغاني ٨/ ٣٨٦، والمؤتلف والمختلف للآمدي ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>