للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهذا كلُّه على قول الجمهور: إن التمييز لا يتقدَّم.

وأما إعراب البيت إذا قلنا بجواز التقديم؛ فإنه يجوز -إذا قلت: "يَطِيب" بالتذكير، ونصبت النفس، فلم تقل: نفسي- أن يكون اسمُ "كان" ضميرَ المحبِّ، والخبرُ الجملةَ الفعليةَ، و"نَفْسًا" تمييزٌ مقدَّم، ويجوز أن يكون اسم "كان" ضميرَ الشأن، وتكونَ الجملةُ الفعلية خبرَه، و"نَفْسًا" تمييزٌ، والضمير في "يَطِيب" عائد على الحبيب (١).

* [«والفعلُ ذو التصريف»]: ع: احترازٌ من نحو: أَكرِمْ بأبي بكرٍ أبًا، وما أكرمَه أبًا، و {كَبُرَتْ كَلِمَةً} (٢) (٣).

* [«نَزْرًا سُبِقا»]: أنشدوا:

وَمَا كَانَ نَفْسًا بِالفِرَاقِ تَطِيبُ (٤)

وأوَّله بعضُهم على أن "نفسًا" خبرُ "كان"، فيكون المعنى: وما كان ذا نفسٍ، فحُذف المضاف، أي: وما كان المحبُّ أو الحبيبُ ذا نفسٍ تطيب بالفراق، أو على غير حذفٍ، والنفسُ بمعنى الشخص والإنسان، أي: وما كان الحبيبُ شخصًا يطيب بالفراق، لكن هذا على مَنْ روى: «يطيبُ» بالياء من تحت، وكلُّ ذلك تكلُّفٌ (٥).


(١) الحاشية في: ٤٣/أ.
(٢) الكهف ٥.
(٣) الحاشية في: ١٦/ب.
(٤) عجز بيت من الطويل، للمخبَّل السعدي، وقيل لغيره، تقدَّم قريبًا.
(٥) الحاشية في: ١٦/ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>