للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فشيئًا] (١).

فإن قيل: أفَلَمْ يُجِزْ س (٢): سرت الليلَ، تريد: ليلَ ليلتِك، و: النهارَ، تريد: نهارَ نهارِك، فأَجِيزوا: مذْ الليلِ والنهارِ؟

قلنا: ذاك لا يتصرَّف، و"مذْ" و"منذُ" يوجبان التصرُّف؛ لأنهما يرفعان، أو يَجُرَّان، ولم يُدخلوهما على المساء والصباح إلا قليلًا؛ لأنهما في الأصل في موضع المصدر، وهو الإمساء والإصباح، قال (٣):

أَفْنَى رِيَاحًا وَبَنِي رِيَاح

تَخَالُفُ الإِمْسَاءِ وَالإِصْبَاحِ (٤)

ثم استعملا في الزمان، فهذا ثِقَلٌ على ثِقَلٍ: أقيما مُقامَ المصدر، ثم مُقامَ الزمان، فلذلك جمهورُهم لا يجرُّونهما بعدهما، ولا يرفعونهما.

ويجاب: بأنهما على حذفٍ، أي: مذْ زمن.

ويُورَد أيضًا: مذْ زيدٌ قائمٌ، ويجاب بذلك.

قال ابنُ عُصْفُورٍ (٥): وأسماءُ الزمان تُعلَّق عما تخفضه باتفاق، ولا يعلَّق خافضٌ سواهما.

قال: وتقديرُ الزمان في: مذْ أنَّ الله خَلَقه قولُ الفَارِسيِّ (٦)، وقيل: لا حذفَ، وجَعَل "أَنَّ" مصدرًا يراد به الزمانُ، بمنزلة: خفوقَ النجم، ومَقْدمَ الحاج، والقول الأول


(١) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في شرح جمل الزجاجي ٢/ ٥٩ المنقول منه، والسياق يقتضيه.
(٢) الكتاب ١/ ٢١٨، ٢٢٦.
(٣) لم أقف له على نسبة.
(٤) بيتان من مشطور الرجز. ينظر: تهذيب اللغة ٤/ ١٥٤، والكشاف ٢/ ٤٨، ولسان العرب (ص ب ح) ٢/ ٥٠٢.
(٥) شرح جمل الزجاجي ٢/ ٦٠.
(٦) ينظر: التعليقة ٢/ ٢٣٣، والمسائل المنثورة ١٧٤، ومختار التذكرة ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>