للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما رَوَوْا من نحو رُبَّهُ فَتَى ... نَزْرٌ كذا كَها ونحوُه أَتى

(خ ١)

* قال ابنُ الخَبَّازِ (١) في: رُبَّهُ رجلًا: هذا من الشذوذ بموضعٍ؛ لأنهم أَدخلوا "رُبَّ" على الضمير، وهو أعرف المعارف، وسَهَّله: أنه ضمير غائبٍ مفرطٌ في الإبهام، فلَحِق بالنكرة، وانتصب "رجل" بعده على التمييز، والعاملُ فيه الضميرُ؛ لأنه جرى مَجرى "عشرين" في أنه مبهم فُسِّر بالنكرة (٢).

بَعِّضْ وبَيّنْ وَابتَدِئْ في الأمكِنه ... بمِن وقد تَأْتِي لِبَدْءِ الأَزمنه

(خ ١)

* قولُه: «وَبَيِّنْ»: ذَكَر جارُ الله (٣) في: {مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (٤) أن "مِنْ" مبيِّنة، كأنه قيل: هَبْ لنا قُرَّةَ أعينٍ، ثم بيَّن القُرَّةَ.

وردَّ عليه أبو حَيَّانَ (٥) بأن شرط ذلك عند مَنْ أثبته: أن يتقدَّم المبيَّنُ.

ع: لا أعلمُ لاشْتراطِه وجهًا؛ لأن الحال مبيِّنة للهيئة وتتقدَّمُ، والتمييزُ قد يتقدَّم في القول الأصحِّ مع أنه مبيِّن، وهذه شبهة ضعيفة؛ لأن الحال والتمييز منصوبان نصبًا صريحًا، والمجرورُ منصوب في المعنى، وقد ثَبَت له من التجوُّز ما لم يثبتْ لغيره (٦).


(١) الغرة المخفية ٤٧/أ.
(٢) الحاشية في: ١٦/ب.
(٣) الكشاف ٣/ ٢٩٦.
(٤) الفرقان ٧٤.
(٥) البحر المحيط ٨/ ١٣٣.
(٦) الحاشية في: ١٦/ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>