للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.................. ... وَسِوَاكَ مَانِعُ فَضْلَهُ المُحْتَاجِ (١)

أو تقديرًا، نحو: «هل أنتم تاركو لي صاحبي؟» (٢)، وخرج: ما رَفَعَ، كقول الراجز (٣):

مَا إِنْ وَجَدْنَا لِلْهَوَى مِنْ طِبّ

وَلَا عَدِمْنَا قَهْرَ وَجْدٌ صَبِّ (٤)

وهذا لكونه غيرَ أجنبيٍّ من المضاف يستحقُّ جوازَ الفصل به؛ إلا أنَّ كونه فاعلًا يقتضي أن لا يُنوَى به التأخيرُ، فاستَحق أن يَختَص بالشعر (٥).

(خ ٢)

* يجوز الفصلُ بين المتضايفين في الكلام في ثلاث مسائلَ، خلافًا لكثيرٍ من النحويين:

إحداها: الفصل بمفعول المصدر.

الثانية: الوصف المتعدِّي لاثنين، مضافًا إلى أوَّلِهما، منفصلٌ ثانيهما، نحو: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ} (٦)، ونحو:


(١) عجز بيت من الكامل، وصدره:
ما زال يُوقِنُ مَنْ يَؤُمُّكَ بالغِنَى ... ...
ينظر: شرح الكافية الشافية ٢/ ٩٨٨، والمقاصد النحوية ٣/ ١٣٧٤.
(٢) بعض حديث نبوي أخرجه البخاري ٣٦٦١ من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وهو بتمامه: «إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟».
(٣) لم أقف على تسميته.
(٤) بيتان من مشطور الرجز. وَجْد: شدة الشوق، وصَبّ: عاشق. ينظر: شرح التسهيل ٣/ ٢٧٤، وشرح الكافية الشافية ٢/ ٩٩٣، والتذييل والتكميل ١٢/ ١٤٥، والمقاصد النحوية ٣/ ١٣٨٣.
(٥) الحاشية في: ١٨/أ.
(٦) إبراهيم ٤٧، وهي قراءة شاذة، لم أقف عليها منسوبةً لأحد، تقدَّمت قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>