للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ذلك: ظننته (١) أنَّ زيدًا قائم، وقولُك: أقائمٌ الزيدان؟ وزيدًا ظننته قائمًا، فلا يقدَّرُ ثانيًا لـ"ظَنَّ" المحذوفةِ.

والثاني: أن "ظانّ" هذا من: ظَنَّ به، فلا يحتاج إلى مفعولَيْن، وأصلُه: ظانٌّ بزيدٍ.

الثالث: أن "ظَنَّ" ذاتَ المُضِيِّ لا مفعولَ لها، بل هي كالفعل القاصر.

الرابع: أنَّا نمنعُ صوغَ اسم الفاعل حينئذٍ؛ لِمَا فيه من المحذور.

ورُدَّ بأنه مخالِفٌ لِمَا عُهِد في الصفات المشتقات من المصادر؛ أنها لا يتعذَّرُ صوغُها لِمَنْ قامت به بحالٍ.

والخامس: أنه يجب استعمالُه بـ"أَلْ"؛ ليَصِحَّ إعمالُه.

ويردُّه عندي: أن معنى المعرَّف غيرُ معنى المنكَّر، فلا يصح أن يُقام أحدُهما مُقامَ الآخر إذا كان المَقام يقتضي ذلك (٢).

* قولُه: «ما سِوَاه» يشمل الثانيَ في باب "ظَنَّ" و"أعطى"، والثانيَ والثالثَ في باب "أَعْلَمَ" و"أَرَى" (٣).

واجْرُرْ أَوِ انصِبْ تَابِعَ الَّذِي انْخَفَضْ ... كمبتَغِي جاهٍ وَمَالًا مَن نَهَضْ

(خ ١)

* قولُه: «واجْرُرْ» (٤): فإن قلت: فكيف جاء: {جَاعِلُ اللَّيْلِ سَكَنًا وَالشَّمْسَ} (٥)؟


(١) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: ظننت.
(٢) الحاشية في: ٧٤، ونقل ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٣٧ من قوله: «قال السيرافي» إلى آخرها.
(٣) الحاشية في: ٧٤.
(٤) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. وهذه الحاشية كتبها ابن هشام متصلةً بآخر الحاشية الآتية المكتوبة على قوله: «وهو كفعلٍ» البيتَ، ثم ألحق بإزائها في هامش الورقة: «قوله: واجرر»، مشيرًا إلى ذلك بعلامة الإلحاق.
(٥) الأنعام ٩٦، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر. ينظر: السبعة ٢٦٣، والإقناع ٢/ ٦٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>