للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للفاعل، كـ: زيدٌ ضاربٌ أبوه، أو تكون غيرَ مستحسَنةٍ، نحو: زيدٌ كاتبٌ أبوه.

قال: وخَرج: اسمُ الفاعل القاصرُ الذي ليس فيه معنى "فَعِيلٍ" وشبهِه من أبنية الغرائز، كـ: ماشٍ، وجالس.

ودَخَل شيئان: ما ليس باسم فاعلٍ؛ لكونه غيرَ مُوازنٍ للمضارع، نحو: حَسَن، وجَمِيل، وما هو اسمُ فاعلٍ وفيه معنى "فَعِيلٍ" وشبهِه؛ فإنه يصلح أيضًا للإضافة للفاعل، ويلتحقُ بالصفات المشبَّهة، كـ: مُنبَسِط الوجهِ، ومنطلق اللسانِ، فإنهما بمعنى: طَلِيق، وفَصِيح.

قال: وهذا ضابطٌ جامعٌ مانعٌ.

قلت: وقد اعتُرض من جهاتٍ:

أحدها (١): أنه غيرُ صادقٍ على بعض المحدود؛ وذلك لأن منه نحوَ: «تُهرَاقُ الدِّماءَ» (٢)، ونحوَ:

... غِرْبَالُ الإِهَابِ (٣)،

ونحوَ: محمود المقاصدِ، وليس في الأول ولا الثاني وصفٌ، ولا في الثالث فاعلٌ.


(١) كذا في المخطوطة، والوجه: إحداها، بالتأنيث، وكذا ما بعده.
(٢) بعض حديث أخرجه أبو داود ٢٧٤ والنسائي ٢٠٨ من حديث أم سلمة رضي الله عنها، أن امرأةً كانت تُهراق الدِّماءَ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتت لها أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «لتنظر عِدَّة الليالي والأيام التي كانت تحيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها، فلتترك الصلاة قدر ذلك من الشهر، فإذا خلفت ذلك فلتغتسل، ثم لتستثفر بثوب، ثم لتصل فيه».
(٣) بعض بيت من الوافر، لعُفَيرة بنت طَرَامة الكلبية، وقيل: لمنذر بن حسان، وهو بتمامه:
فلولا اللهُ والمُهْرُ المفدَّى ... لأُبْتَ وأنت غِرْبالُ الإِهَاب
المفدَّى: المقول له: جُعِلت فِدَاك، وغِرْبال: ما يُنْخَل به، والإِهَاب: الجِلْد، والمعنى: مخرَّق الجلد. ينظر: الوحشيات ٨، والأغاني ٢٤/ ٢٠٨، والخصائص ٢/ ٢٢٣، وديوان المعاني ٢/ ٥١، والمحكم ٦/ ٩١، وشرح التسهيل ٣/ ١٠٥، والمقاصد النحوية ٣/ ١١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>