للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومصدرُ العادِم بعدُ ينتصِب ... وبعدَ أفعِلْ جَرُّه بالبا يجبْ

(خ ٢)

* ما فِعْلُه مزيدٌ فيه، وما اسمُ فاعلِه على "أَفْعَلَ" يُؤتى لهما بالمصدر الصريحِ.

وأما ما لا مصدرَ له وهو متصرِّفٌ تصرُّفًا ناقصًا، كـ: يَذَرُ، ويَدَعُ؛ والمنفيُّ؛ والمبنيُّ للمفعول -إن قلنا: إنه لا يجوز: أعجبني ضربُ زيدٍ، وتريد أنه مضروبٌ، حيث لا قرينةَ-؛ والناقصُ -إن قلنا: لا مصدرَ له-؛ فيُؤتى بالمصدر المؤوَّلِ.

وأما ما لا يَتَفَاوتُ أصلًا؛ وما لا يتصرَّفُ أصلًا؛ فلا يُتَعَجَّبُ منها أصلًا (١).

وبالنُدور احكُم لغير ما ذكر ... ولا تقِس على الذي منه أُثِر

(خ ٢)

* [«لغير ما ذُكِر»]: كقولهم: ما أَذْرَعَها، أي: أخفَّها في الغَزْل، من قولهم: امرأةٌ ذَرَاعٌ (٢)، ولا فِعلَ له، و: أَقْمِنْ به، اشتَقُّوه من: هو قَمِنٌ بكذا، و: ما أَعْسَاه، و: أَعْسِ به، أي: ما أحقَّه، و"عسى" جامدٌ.

قيل: وما أَعْنَاه، وما أَفْقَرَه، وما أَشْهَاه، وما أَحْيَاه، من: اشتَهى، واستَحيا، قال الشيخُ (٣): والحقُّ أنهنَّ من: عُنِي، وفَقُر، وشَهِي، ومَقُت.

وقيل: وما أَمْقَتَه، بناءً على أنه من: مُقِتَ، وأنه لم يُبْنَ للفاعل، وليس كذلك، بل قالوا: مَقُتَ.

وقالوا: ما أَخْصَره، من اختُصِرَ (٤).

وفعل هذا الباب لن يُقدَّما ... معمولُه ووصلَه به الزما

وفصله بظرفٍ او بحرف جرّ ... مستعمل والخلف في ذاك استقر


(١) الحاشية في: ٨٩.
(٢) ينظر: تهذيب اللغة ٢/ ١٨٩، والصحاح (ذ ر ع) ٣/ ١٢٠٩.
(٣) شرح التسهيل ٣/ ٤٦.
(٤) الحاشية في: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>