للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* في "الفَصِيح" (١): أشدُّ سوادًا من حَلَك الغُراب، و: حَنَك الغُراب، واللام أكثر.

قال أبو (٢) القاسِمِ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ البَصْريُّ (٣): أَنْكَرَ النونَ أبو حاتمٍ وابنُ دُرَيْدٍ (٤) وغيرُهما، والوجهُ: حَلَك، ومَنْ قال: حَنَك الغُراب: مِنْقارُه فمردودٌ مٌنكَرٌ، ومَنْ قال: حَنَك: حَلَك، وأُبدلت اللامُ نونًا فقد أصاب (٥).

وما بِهِ إلى تَعَجُّبٍ وُصِل ... لمانعٍ به إِلَى التفضِيل صِلْ

(خ ٢)

* قولُه: «وما بِهِ إلى تعجُّبٍ» البيتَ: هذه الحَوَالة غيرُ وافيةٍ بشرح هذا الموضع.

واعلم أن العبارة المُتَوَصَّلَ بها هنا تخالف العبارة المُتَوَصَّلَ بها ثَمَّ من ثلاثة أوجهٍ:

أحدها: أن المنصوب هنا تمييزٌ، والمنصوبَ ثَمَّ مفعولٌ، والأحسنُ أن تقول: إن المصدر الذي يؤتى به هنا يكون تمييزًا، وهناك / يكون فاعلًا أو مفعولًا.

الثاني: أن (٦) هنا نكرة، وهناك تكون معرفةً، وهذا ناشئٌ عن الوجه الأول؛ لأن الفاعل والمفعول في ذلك الباب لا بدَّ من اختصاصه، والتمييزُ في هذا الباب وغيرِه لا بدَّ من كونه نكرةً.


(١) ١٤٦.
(٢) من أعيان أهل اللغة، نزل المتنبي في داره ببغداد، وله ردود على جماعة من اللغويين، كالأصمعي وابن الأعرابي وثعلب وابن دريد، توفي سنة ٣٧٥. ينظر: معجم الأدباء ٤/ ١٧٥٤، وبغية الوعاة ٢/ ١٦٥.
(٣) التنبهات على أغاليط الرواة ١٨٥، ١٨٦، وليس في المطبوعة: «ومن قال: حنك: حلك» إلى آخره.
(٤) جمهرة اللغة ١/ ٥٦٣ عن أبي حاتم.
(٥) الحاشية في: ٩٧. ولعل مناسبتها للباب أنه يتوصل إلى "أَفْعَل" التفضيل مما دل على الألوان بواسطة "أَشَد" ونحوه.
(٦) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: أنها، أي: الكلمة المنصوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>