للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثانية: أن يكون المنعوت بعضَ ما تقدَّم من مجرور بـ"مِنْ"، نحو: منَّا ظَعَنَ (١).

الثالثة: أن يكون بعضَ ما تقدَّم من مجرورٍ بـ"في"، نحو: ما فيهم يفعلُ الخيرَ إلا زيدٌ، أي: ما فيهم أحدٌ يفعلُ الخيرَ، قاله ابنُ مالكٍ (٢)، وأنشد عليه:

لَوْ قُلْتَ: مَا فِي قَوْمِهَا ... ...

البيتَ (٣)، وهذا جَعَلَه [ابنُ] (٤) عُصْفُورٍ (٥) ضرورةً.

الرابعة: أن يكون المنعوت مخصوصًا في باب "نِعْمَ" و"بِئْسَ"، قاله ابنُ مالكٍ (٦)، وجعل منه قولَه (٧):

لَبِئْسَ المَرْءُ قَدْ مُلِئَ ارْتِيَاعَا ... وَيَأْبَى أَنْ يُرَاعِيَ مَا يُرَاعَى (٨)

وقولَه (٩):

بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ: أَمْرِسْ أَمْرِسِ (١٠)

إلا أنه لم يذكر هذه المسألةَ إلا في باب "نِعْمَ" و"بِئْسَ"، ونصُّه فيها: وقد يُحذف، يعني: المخصوصَ، وتَخلُفُه صفتُه اسمًا أو فعلًا. انتهى.


(١) بعض قول للعرب، وهو بتمامه: منَّا ظَعَنَ ومنَّا أقام. والمراد: منَّا إنسانٌ أو رجلٌ أو فريقٌ ظَعَنَ، أو: بعضُنا ظَعَنَ، أي: رَحَلَ، ومنَّا إنسانٌ أو رجلٌ أو فريقٌ أقام. ينظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي ٢/ ١٧٨، وضرائر الشعر ١٧٢، ومغني اللبيب ٥١٥، ٦٧٠.
(٢) شرح التسهيل ٣/ ٣٢٣.
(٣) بعض بيت من مشطور الرجز، لأبي الأسود الحِمَّاني، تقدَّم بتمامه قريبًا.
(٤) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(٥) شرح جمل الزجاجي ١/ ٢١٩، ٢/ ٥٨٩، وضرائر الشعر ١٧٠.
(٦) شرح التسهيل ٣/ ١٩.
(٧) لم أقف له على نسبة.
(٨) بيت من الوافر، تقدَّم في باب "نعم" وبئس".
(٩) لم أقف له على نسبة.
(١٠) بيت من الوافر، تقدَّم في بابَيْ المعرب والمبني و"نعم" وبئس".

<<  <  ج: ص:  >  >>