للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي أُنزلتْ على موسى، ليس في المثاني التي أَحْدَثْنَا.

فقال له كعب بن أسد: ما يمنعك يا أبا عبد الرحمن من اتِّباعه؟ قال: أنت. قال: ولِمَ؟ فوالتوراة ما حُلْتُ بينَك وبينَه قط! قال الزبير: بل أنتَ صاحبُ عَهْدِنَا وعَقْدِنَا؛ فإنِ اتَّبَعْتَهُ اتَّبَعْنَاهُ، وإن أَبَيْتَ أَبَيْنَا.

فأقبل عمرو بن سعد على كعب فذكر ما تقاولا في ذلك إلى أنْ قال كعبٌ: ما عندي في ذلك إلا ما قلتُ، ما تطيبُ نفسي أنْ أصير تابعًا (١).

وهذا المانع هو الذي مَنعَ فرعونَ من اتِّباع موسى، فإنه لما تبيَّن له الهدى عزم على اتِّباع موسى فقال له وزيرُه هامان: بينا أنت إلهٌ تُعْبَد تصبح تَعْبُد ربًّا غيرك (٢)؟! قال: صدقتَ.

وذكر ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر، قال: حُدِّثْتُ عن صَفِيَّةَ بنت حُيَيّ أنها قالت: كنت أَحَبَّ ولد أبي إليه وإلى عَمِّي أبي ياسر، فلما قدم رسول الله المدينة غَدَوا عليه، ثم جاءا من العشي، (فسمعت عمي) (٣) يقول لأبي أهو هو؟ قال: نعم والله، قال أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم، قال فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت (٤).

فهذه الأُمّةُ الغضبيَّةُ معروفة بعداوة الأنبياء قديمًا.


(١) في "ج": "تبعًا" وانظر: "السيرة النبوية" لابن هشام: (٢/ ٥٤ - ٥٦)، "الطبقات الكبرى": (١/ ١٥٩)، "الدلائل" لأبي نعيم: (١/ ٧٩) وما بعدها.
(٢) في "ج": "تعبد غيرك ربًّا".
(٣) في "ج": "فسمعته".
(٤) أخرجه ابن إسحاق في "السيرة": (١/ ٥١٨)، والبيهقي في "الدلائل": (٢/ ٥٣٣)، وأبو نعيم: (١/ ٧٧ - ٧٨). وانظر "البداية والنهاية": (٤/ ٥٢٤ - ٥٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>