للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب والمؤمنين منهم. والأول فيما نقلوه (١) من كتبهم. وعلماؤهم يُقرُّون أنه في كتبهم. فالدليل بالوجه الأول يقام عليهم من كتبهم، وبهذا الوجه يقام بشهادة مَنْ لا يُتَّهم عليهم، لأنه إما من عظمائهم، وإما ممن رغب عن رياسته وماله ووجاهته فيهم، وآثر الإيمان على الكفر، والهدى على الضلال، وهو في هذا مُدَّعٍ أن علماءهم يعرفون ذلك ويُقِرُّون به، ولكن لا يُطْلِعُون جهالهم عليه.

فصل

فالأخبار والبشارة بنبوته في الكتب المتقدِّمة عُرِفَت من عدة طرق:

(أحدها) ما ذكرناه. وهو قليلٌ من كثير وغَيْضٌ من فَيْض.

(الثاني) إخبارُه لهم أنه مذكورٌ عندهم، وأنهم وُعِدُوا به، وأنَّ الأنبياء بشَّرت به، واحتجاجُه عليهم بذلك، ولو كان هذا الأمر لا وجود له البتَّة لكان مغريًا لهم بتكذيبه منفِّرًا لأتباعه، محتجًّا على دعواه بما يشهد ببطلانها.

(الثالث) أنَّ هاتين الأُمَّتَيْن معترفون (٢) بأنَّ الكتب القديمة بشَّرت بنبي عظيم الشأن، يخرج في آخر الزمان، نعتُه كيت وكيت، وهذا مما اتفق عليه المسلمون واليهود والنصارى.

فأمَّا المسلمون؛ فلما جاءهم آمنوا به وصدَّقوه، وعرفوا أنه الحق


(١) في "ص، غ": "فعلوه".
(٢) في "ص": "معرّفوك".

<<  <  ج: ص:  >  >>