للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد بهذا كله: الخارجُ من نسله، فإنه هو الذي عظَّمه الله جدَّا جدَّا، وصيَّره إلي أمة كثيرة، وأعطاه شعبًا جليلًا، ولم يأتِ مِنْ صُلْب إسماعيل مَنْ بُورك وعُظِّم وانطبقت عليه هذه العلامات غيرُ رسولِ الله ، فأمَّتُهُ ملؤوا الآفاق، وأَرْبَوا في الكثرة على نسل إسحاق (١).

(الوجه الرابع): قال (في التوراة) (٢) -في السفر الخامس-: "قَالَ موسي لبني إسرائيلَ: لا تُطِيعُوا العَرَّافِيْنَ ولا المُنَجِّمِينَ، فسيقيم لكم الربُّ نبيًّا من إخوتكم مِثْلي، فأطيعوا ذلك النبيَّ" (٣).

ولا يجوز أنَّ يكون هذا النبيُّ الموعود به من أنْفُس بني إسرائيل، لما تقدم أنَّ إخوة (٤) القوم ليسوا أنْفُسَهم، كما تقول: بَكْرٌ وتَغْلِب (ابنا وائل، ثم تقول تغلب إخوة بكر، وبنو بكر) (٥) إخوة بني تغلب، فلو قلتَ: إخوة بني بكر بنو بكر، كان مُحَالًا، ولو قلتَ لرجلٍ: ايْتِني برجلٍ من إخوة بني بكر بن وائل، لكان الواجب أنْ يأتِيَك برجلٍ من بني تغلب بن وائل، لا بواحد من بني بكر (٦).

(الوجه الخامس) (٧): ما في الإنجيل أن المسيح قال للحواريين:


(١) وانظر في هذه البشارة أيضًا: "تحفة الأريب" ص (٢٥٨ - ٢٦٠).
(٢) ساقطة من "غ".
(٣) سفر التثنية، الإصحاح (١٨)، الفقرات (٩ - ١٣).
(٤) في "غ": "إمرة".
(٥) ساقط من "غ".
(٦) انظر: "بذل المجهود في إفحام اليهود" للسموأل بن يحيي، ص (٧٥ - ٨٦).
(٧) انظر: "الجواب الصحيح" لابن تيمية: (٥/ ٢٨٤ - ٣١٨)، "أعلام رسول الله المنزلة علي رسله" لابن قتيبة لوحة (٥)، "تحفة الأريب" للترجمان، ص (٢٦٦ - ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>