للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الوجه الثاني عشر): قوله في الزَّبور لداود: "سَيُولَد لك ولدٌ أُدْعَي له أبًا ويُدْعَي لي ابنًا. اللهمَّ ابعثْ جَاعلَ السُّنَّة كي يعلِّم الناس أنه بشرٌ" (١).

وهذه أخبارٌ عن المسيح ومحمد قبل ظهورهما بزمن طويل. يريد: ابعث محمدًا حتي يعلم الناس أن المسيح بشر ليس إلهًا، وأنه ابن البشر لا ابن خالق البشر، فبعث الله هادي الأمة وكاشف الغُمَّة فبيَّن للأُمم حقيقة أمر المسيح وأنه عبدٌ كريمٌ ونبيٌّ مُرْسَل، لا كما ادَّعَتْه فيه النَّصاري، ولا كما رَمَتْه به اليهود.

(الوجه الثالث عشر) (٢): قوله في نبوة إشعياء: "قيل لي: قم نظَّارًا فانظر ما ترى تخبر (٣) به، قلت: أري راكِبَيْن مُقْبِلَيْن؛ أحدهما علي حمار. والآخر علي جمل، يقول أحدهما لصاحبه: سقطتْ بابل وأصنامُها للبحر" (٤).

وصاحب الحمار عندنا وعند النصارى هو (٥) المسيح، وراكب الجمل هو محمد صلوات الله وسلامه عليهما، وهو أشهر بركوب الجمل من المسيح بركوب الحمار، وبمحمد سقطت أصنام بابل لا بالمسيح، ولم يزل في إقليم بابل من يعبد الأوثان من عهد إبراهيم


(١) المزامير: (٨٩/ ٢٦) دون بعض العبارات.
(٢) انظر: "الجواب الصحيح": (٥/ ٢٤٩)، "أعلام رسول الله المنزلة" لابن قتيبة، لوحة (٤).
(٣) في "ب" صححت إلى: "تنجر". وفي "غ": "يخبر".
(٤) إشعياء: (٢١/ ٦ - ١٠).
(٥) ساقطة من "غ".

<<  <  ج: ص:  >  >>