للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشدة، وإن كانت مناقشته في هذا الكتاب هادئة في جملتها، ومهما يكن الباعث على الكتاب من ردِّ هجومهم، فقد كان في دفاعه مهاجمًا؛ لأن خير الدفاع ما كان هجومًا" (١).

ويلتقي كتاب "الهداية" لابن القيم مع كتاب "الجواب الصحيح" لشيخه ابن تيمية، في أن كلًا منهما كتب للرد على ما أثاره بعض النصارى وما طعنوا به، وفي أن كلا الكتابين فيهما -مع الدفاع عن الإسلام- هجوم على المعتقدات الباطلة، وإقامة للحجة على أصحابها بطرق شرعية وعقلية وإلزامية. وبهذا اتفق موضوع الكتابين ومنهجهما العام.

ولا ضير في أن يستفيد المصنف من كتاب شيخه في مواضع كثيرة من كتابه، وأن ينقل عنه بعض النصوص، وهذا واضح في مواضع كثيرة، ولكن هذا لا يعني أن "الهداية" مختصر من "الجواب الصحيح" أو تلخيص له، كما قد يتراءى لبعضهم، فإن في كلٍّ منهما مباحث ليست في الآخر، والدراسة المتأنية للكتابين تؤيد ذلك وتؤكده.

هذا، ويبقى بعد ذلك: أن كل كتاب له شخصيته أو طابعه الذي يميزه، وأن كتابًا قد لا يغني عن كتاب، وإن كان يكمل ما فيه ويلتقي معه في مباحث كثيرة أو قليلة (٢). والله أعلم.

[الطبعات السابقة للكتاب]

حظي هذا الكتاب باهتمام الناشرين والباحثين، فبعد أن تعددت


(١) انظر: "ابن تيمية" للشيخ محمد أبو زهرة، ص (٥١٤ و ٥١٦).
(٢) انظر أيضًا: "هداية الحيارى" مقدمة الدكتور محمد أحمد الحاج، ص (١٦٣ - ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>