للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

ثم كان لهم مجمع تاسع في أيام معاوية بن أبي سفيان تلاعنوا فيه، وذلك أنه كان برومية راهبٌ قدِّيس يقال له: مقسلمس، وله تلميذان فجاء إلى قسطا الوالي فوبَّخه على قُبْح مذهبه وشناعة كُفْرِه. فأمر به قسطا فقُطِعَت يداه ورجلاه، ونُزِع لسانه. وفَعَل بأحد التلميذين مثله، وضرب الآخر بالسِّياط ونفاه.

فبلغ ذلك ملك قسطنطينية فأرسل إليه أن يوجِّه إليه من أفاضل الأساقفة ليعلم وجه هذه الحجة ومن الذي كان (١) ابتدأها لكيما يطرح جميعٍ الآباء القديسين كلَّ من استحق اللعنة، فبعث إليه مائةً وأربعين أُسْقُفًّا وثلاث شمامسة (٢)، فلما وصلوا إلى قسطنطينية جمع الملك مائة وثمانية وستين أسقفًّا فصاروا ثلاثمائة وثمانية، وأسقطوا الشمامسة في البرطحة (٣).

وكان رئيس هذا المجمع بَتْرَكَ قسطنطينية وبَتْرَك أنطاكية، ولم يكن (٤) لبيت (٥) المقدس والإسكندرية بترك، فلعنوا مَنْ تقدَّم من


(١) ساقطة من "ج".
(٢) الشماس: هو خادم الكنيسة، ومرتبته دون القسيس. وكانت تستخدم للمسيح وخدمة الدين إلا أنها اختصت بالسبعة الرجال المشهود لهم المملوئين من الروح القدس والحكمة الذين تعينوا لخدمة الموائد. "قاموس الكتاب المقدس" ص (٥١٩).
(٣) قال ابن البطريق ٢/ ٣٥: (وكذلك يذكرون في الدتبيِخهَ)، ولم يذكر البرطحة.
(٤) ساقطة من "ب، ج".
(٥) في "ص": "ببيت".

<<  <  ج: ص:  >  >>