للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَوْ لَمْ يَقُلْ إِنِّي رسولٌ أتى … شاهدُه في وَجْهِهِ يَنْطِقُ (١)

ومن الذي سارت المنايا أمامه وصحبت سِباعُ الطير جنودَهُ لعلمها بما يقرب من ذبح الكفار لله الواحد القهار؟!

يَتَطَايَرُونَ بقُرْبِهِ قربانهم … بِدماءِ مَنْ عَلِقُوا مِنَ الكفَّارِ (٢)

ومن الذي تَضَعْضَعَتْ له الجبالُ وانخفضتْ له الرَّوابي، وداس الأُمم ودوَّخ العالم، وانتقضتْ بنبوته الممالِكُ، وخلَّص الأمة من الشرك والكفر والجهل والظلم سواه؟!

(الوجه السادس والعشرون): قوله في كتاب حَزْقِيَل يهدِّد اليهود ويصف لهم أمة محمد : "وأنَّ الله مُظْهِرُهُمْ عليكم، وباعثٌ فيهم نبيًّا، ويُنْزِلُ عليه كتابًا، ويملِّكُهم رقابَكم فيقهرونكم ويُذِلُّونكم بالحقِّ، ويخرج رجال بني قيدار في جماعات الشعوب معهم ملائكة على خيل بيض متسلحين يوقعون بكم، وتكون عاقبتكم إلى النار" (٣).

فمن الذي أظهره الله على اليهود حتى قهرهم وأذلهم وأوقع بهم وأنزل عليه كتابًا؟ ومن هم بنو قِيْدَار غير بني إسماعيل الذين خرجوا معه ومعهم جماعات الشعوب؟! ومن الذي نزلت عليه وعلى أمته الملائكةُ


= قد عود الطير … أتى شاهده في وجهه ينطق
لو لم يقل … فهن يتبعنه في كل مرتحل
(١) أورده المصنف في "زاد المعاد": (٤/ ٢٤٥) ولعله له.
(٢) البيت لكعب بن زهير، وهو في ديوانه هكذا: يتطهرون كأنه نسكٌ لهم .....
(٣) العهد القديم، حزقيال: (٢٠/ ٤٥ - ٤٩). وانظر: "الجواب الصحيح": (٥/ ٢٧٢ - ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>