للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على خيل بِيْضٍ يومَ بدرٍ ويومَ الأحزاب ويوم حُنَيْنٍ حتى عَايَنُوها عِيَانًا تقاتل بين يديه وعن يمينه وعن شماله، حتى غلب ثلاثمائةٍ وثلاثة عشر رجلًا -ليس معهم غير فرسين- ألفَ رجلٍ مُقَنَّعين في الحديد، معدودين من فرسان العرب، فأصبحوا بين قتيل وأسير ومنهزم (١)!!

(الوجه السابع والعشرون): قول دَانِيَال، وَذَكَرَهُ باسمه الصَّريح، من غير تعريضٍ ولا تلويح، وقال: "ستنزع في قِسِيِّك أعراقًا، وترتوي السِّهام بأمرك يا محمد ارتواءً" (٢).

وقال دَانِيَالُ النبيُّ أيضًا حين سأله بختنصَّر (٣) عن تأويل رؤيا رآها ثم أنسيها: "رأيت أيها الملك صنمًا عظيمًا قائمًا بين يديك، رأسه من ذهب، وساعداه من فضة، وبطنه وفخذاه من نحاس، وساقاه من حديد (٤)، ورجلاه من الخزف، فبينا أنت متعجب منه إذ أقبلت صخرة فدقت ذلك الصنم فتفتت وتلاشى وعاد رفاتًا ثم نسفته الرياح وذهب، وتحول ذلك الحجر إنسانًا عظيمًا ملأ الأرض، فهذا ما رأيت أيها الملك".

فقال بخت نصر: صدقت فما تأويلها؟

قال: أنت الرأس الذي رأيته من الذهب، ويقوم بعدك ولدك وهو الذي رأيته من الفضة وهو دونك، وتقوم بعده مملكة أخرى (هي دونه


(١) في "ج": "ومنهزمين".
(٢) انظر: سفر حبقوق: (٣/ ٩).
(٣) وفي قاموس الكتاب المقدس يكتبونه: (نبوخذ نصَّر).
(٤) في "غ": "الحديد".

<<  <  ج: ص:  >  >>