للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له جَعْفَرُ بنُ أبي طالب: نقول فيه الذي جاء به نبيُّنا: هو عَبْدُ الله ورسولُه ورُوحُه وكَلِمَتُه التي ألقَاها إلى مَرْيَمَ العذراء البَتُول (وروحٌ منه) (١).

فضرب النَّجاشيُّ يده إلى الأرض فأخذ منها عودًا ثم قال: ما عدا عيسى بنُ مريمَ ما قلتَ (٢) هذا العُودَ، فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإنْ نخرتم، (وإن نخرتمِ) (٣) والله، اذهبوِا فأنتم سُيُومٌ بأرضي -"والسيوم" الآمنون- مَنْ سَبَّكُمْ غرِمَ، مَنْ سَبَكُمْ غرِمَ، ما أُحبُّ أنَّ لي دَبْر ذهبٍ وأنِّي آذيتُ رجلًا منكم -"والدَّبْر" بلسان الحبشة: الجبل- رُدُّوا عليهما هداياهما، ولا حاجة لي بها، فوالله ما أخذ اللهُ مني الرّشوة حين ردَّ عليَّ مُلْكي، فآخُذَ الرِّشوة فيه، وما أطاعَ النَّاسَ فيَّ فأطيعَهُمْ فيه.

قالت: فخرجا من عنده مَقْبُوحَيْن مردودًا عليهما ما جاؤوا به، وأَقَمْنَا عنده بخير دار مع خير جار.

(قالت: فوالله إنَّا لَعَلى ذلك، إذْ نزل به رجلٌ من الحبشة ينازعه في مُلْكِهِ) (٤).

قالت: فوالله ما عَلِمْتُنَا حَزِنَّا حُزْنًا قَطُّ كان أشدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاه عند ذلك، تَخَوُّفًا أن يَظْهَر [ذلك الرجل] (٥) على النجاشيِّ، فيأتي رجلٌ لا


(١) ساقط من "ج".
(٢) في "ب، ج": "قلته".
(٣) ساقط من "غ".
(٤) ساقط من "غ".
(٥) زيادة من "السيرة" لابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>