للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيدِ بنِ العاص بنِ أميَّة (١).

وكتب إليه رسول الله أن يبعث إليه (٢) من بقي عنده من أصحابه ويحملهم ففعل، فقدموا المدينة فوجدوا رسول الله بخيبر، فشخصوا إليه فوجدوه قد فتح خيبر، فكلَّم رسولُ الله المسلمين أن يُدْخِلُوهم في سهامهم ففعلوا.

فهذا مَلِكُ النصارى (٣) قد صدق رسولَ الله وآمن به واتَّبعه. وكم مثلُه ومَنْ هو دونه ممَّن هداه الله من النصارى قد دخل في الدين، وهم أكثر بأضعاف مضاعفة ممن أقام على النصرانية؟

قال ابن إسحاق (٤): وقدم على رسول الله وهو بمكة عشرون رجلًا أو قريبًا من ذلك من النَّصارى، حين بلغهم خبرُه من الحبشة، فوجدوه في المسجد، فجلسوا إليه وكلَّموه، وقبالتهم رجالٌ من قريش في أنديتهم حول الكعبة، فلما فرغوا من مسألة رسول الله عمَّا أرادوا دعاهم رسول الله إلى الله، وتلا عليهم القرآن فلما سمعوه فاضتْ أعينُهم من الدمع، ثم استجابوا له وآمنوا به وصدَّقوه، وعرفوا منه ما كان يُوصَفُ لهم في كتابهم من أمره، فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جَهْل ابنُ هشام في نَفَرٍ من قريش، فقالوا لهم: خيَّبَكم الله من رَكْبٍ؟! بعثكم من وراءكم من أهل دينكم تَرْتَادُون لهم لتأتوهم بخبر الرجل، فلم تطمئنَّ (٥)


(١) "السيرة النبوية" لابن هشام: (١/ ٣٣٤) وما بعدها.
(٢) ساقط من "ب".
(٣) في "ص": "النصرانية".
(٤) "السيرة النبوية": (١/ ٣٩١).
(٥) في "ب، غ، ص": "تظهر".

<<  <  ج: ص:  >  >>