للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي معه، فسمع من نبيِّ الله ، ثم رجع إلى أهله، فلما خَلَا نبيُّ الله جاء عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ، فقال: أشهد أنَّك نبيُّ الله حقًّا، وأنَّك جئتَ بالحقِّ، ولقد عَلِمَتِ اليهودُ أنِّي سَيِّدُهُم وابنُ سيِّدِهم وأعْلَمُهُمْ وابنُ أعْلَمِهِمْ (١)، فَادْعُهُمْ فاسألْهُمْ عنِّي قَبْلَ أن يعلموا أنّي قد أسلمتُ، فإنهم إنْ يعلمُوا أنِّي قد أسلمتُ قالوا فيَّ ما ليس فيَّ.

فأرسل نبيُّ الله إليهم فدخلوا عليه، فقال لهم نبي الله : "يا مَعْشَرَ اليهود ويلكم! اتَّقُوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنَّكم لتعلمونَ أنّي رسولُ الله حقًّا، وأنّي جِئْتُكُم بحقٍّ، أسلمُوا".

قالوا: ما نعلمه، فأعادها عليهم ثلاثًا وهم يُجِيْبُونَه كذلك.

قال: "أيُّ (٢) رجلٍ فيكمِ عبدُ الله بنُ سلام؟ " قالوا: ذاك سَيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، وأعْلَمُنَا وابنُ أعْلَمِنَا. قال: "أفرأَيْتُم إنْ أسْلَم؟ " قالوا: حاشى لله، ما كان لِيُسْلِم.

فقال: "يا ابنَ سلامٍ اخْرُجْ عليهم" فخرج إليهمِ فقال: يا مَعْشَرَ اليهود، ويلكم، اتَّقُوا الله! فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتَعْلَمُون أنِّه رسولُ الله حقًّا، وأنَّه جاء بالحقِّ، فقالوا: كَذَبْتَ، فَأخرَجَهُمُ النبيُّ (٣).

وفي "صحيح البخاريِّ" أيضًا من حديث حُمَيْدٍ، عن أنسٍ، قال: سمع عبدُ الله بنُ سلامٍ بقدوم رسولِ الله وهو في أرضٍ له، فأتى النبيَّ فقال: إنّي سائِلُك عن ثلاثٍ، لا يعلمُهُنَّ إلا نبيٌّ، ما أولُ أشراطِ


(١) في "ج": "عالمهم".
(٢) في "ج، غ": "فأيّ".
(٣) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي إلى المدينة: (٧/ ٢٤٩ - ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>