للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبراهيم، وبُشْري (١) عيسي" (٢). وطابِقْ بين هذا وبين هذه البشارات التي ذكرها المسيح. فمن الذي ساد العالَم باطنًا وظاهرًا، وانقادت له القلوب والأجساد، وأُطِيْع في السرِّ والعلانية، في محياه وبعد مماته في جميع الأعصار، وأفضلِ الأقاليم والأمصار، وسارت دعوته مَسِيرَ الشَّمس، وبلغٍ دينُه ما بلغ الليلُ والنَّهار، وخَرَّتْ لمجيئه الأُمم علي الأذقان، وبَطلتْ به عبادةُ الأوثان، وقامت به دعوةُ الرحمن، واضمحلَّت به دعوة الشيطان، وأذلَّ الكافرين والجاحدين، وأعزَّ المؤمنين وجاء بالحقِّ وصدَّق المرسلين، حتي أعلن بالتوحيد علي رؤوس الأشهاد، وعُبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، في كلِّ حاضرٍ وباد، وامتلأتْ به الأرضُ تحَميدًا وتكبيرًا (٣) لله وتهليلًا، وتسبيحًا، واكتستْ به -بعد الظُّلْمِ والظَّلامِ- عَدْلًا ونُورًا.

وطابقْ بين قولِ المسيح: "إن أُركون العالم سيأتيكم وقولِ أخيه محمَّدٍ : "أنا سيِّدُ وَلَدِ آدم ولا فَخر، آدم فمن دونه تحت لوائي، وأنا خطيبُ الأنبياء إذا وَفَدُوا، وإمامُهُم إذا اجتمعوا، ومبشِّرُهم إذا أَيِسُوا، لواءُ الحمدِ بيدي، وأنا أكرمُ ولدِ آدمَ علي ربيِّ" (٤).


(١) في "غ": "وبشَّر بي".
(٢) أخرجه الإمام أحمد من حديث العرباض بن سارية: (٤/ ١٢٧، ١٢٨). قال الهيثمي: "رواه أحمد والبزار والطبراني، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح"، "مجمع الزوائد": (٨/ ٢٢٣).
(٣) ساقط من "غ".
(٤) أخرجه الترمذي في المناقب: (٥/ ٥٨٧) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في الزهد: (٢/ ٤٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>