للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من تلك التُّرَّهات (١).

وجَحْدُهُم نبوةَ محمدٍ من الكتب التي بأيديهم نَظِيْرُ جَحْدِهم نبوة المسيح، وقد صرَّحت باسمه. ففي نصِّ التوراة: "لا يزول الملك من (آل يهوذا) (٢) والرَّاسم من بين ظهرانيهم إلى أن يأتي المسيح" (٣). وكانوا أصحاب دولة حتى ظهر المسيح فكذَّبوه ورَمَوْه (٤) بالعظائم وبَهَتُوه وبهتوا أمَّه فدمَّر الله عليهم وأزال مُلْكَهم.

وكذلك قوله: "جاء الله من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن (٥) من جبال فاران" (٦).

فأيُّ نبوةٍ أشرقت من ساعير غير نبوة المسيح.

وهم لا ينكرون ذلك، ويزعمون أنَّ قائمًا يقوم فيهم من ولد داود النبيِّ؛ إذا حرَّك شفتيه بالدعاء ماتَ جميعُ الأُمم ولا يبقى إلا اليهود. وهذا المنتظر (٧) -بزعمهم- هو المسيح الذي وُعِدُوا به.

قالوا: ومن علامة مجيئه أنَّ الذِّئْبَ والتَيْسَ يربضان معًا، وأنَّ البقرة والذئب يرعيان معًا (٨)، وأنَّ الأسد يأكل التِّبْنَ كالبقر. فلما بعث الله


(١) انظر: "بذل المجهود"، ص (١٤٥ - ١٤٦).
(٢) في "غ": "اليهود".
(٣) سفر التكوين: (٤٦/ ١).
(٤) في "غ": "ودمّوه".
(٥) ما بين القوسين ساقط من "غ، ص".
(٦) تقدم هذا النص في أكثر من موضع.
(٧) في "غ، ص": "المستنظر".
(٨) في "غ، ص": "جميعًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>