للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منادٍ (١) المفاوز" (٢). ولا يجوز لنبيٍّ أن ينكر نبوته؛ فإنه يكون مخبرًا بالكذب.

ومن العجب أن في إنجيل مَتَّى نسبة المسيح إلى أنه ابن يوسف (٣)، فقال: عيسى بن يوسف بن فلان، ثم عدَّ إلى إبراهيم الخليل تسعة وثلاثين أبًا (٤). ثم نسبه لوقا أيضًا في إنجيله إلى يوسف، وعدَّ منه إلى إبراهيم نيَفًا وخمسين أبًا (٥).

فبينا هو إله تام إذ صيَّرُوه ابن الإله، ثم جعلوه ابن يوسف النجار؟!.

والمقصود: أنَّ هذا الاضطراب في "الإنجيل" يشهد بأنَّ التغيير وقع فيه قطعًا، ولا يمكن أن يكون ذلك من عند الله، (بل الاختلاف الكثير الذي فيه يدلُّ على أن ذلك الاختلافَ من عند غير الله) (٦).

وأنت إذا اعتبرتَ نُسَخَهُ ونُسَخَ التوراة التي بأيدي اليهود والسَّامرة والنَّصارى رأيتَها مختلفةً اختلافًا يقطع مَنْ وقف عليه بأنَّه من جهة التغيير والتبديل. وكذلك نُسَخُ "الزبور" مختلفةٌ جدًّا.

ومن المعلوم أنَّ نسخ التوراة والإنجيل إنما هي عند رؤساء اليهود


(١) في "ص، غ": "منادٍ في".
(٢) إنجيل يوحنا: (١/ ١٩ - ٢٤).
(٣) في "ج، ص، غ": "يوسف النجار".
(٤) إنجيل متى: (١/ ١).
(٥) إنجيل لوقا: (٣/ ٢٣).
(٦) ما بين القوسين ساقط من "د".

<<  <  ج: ص:  >  >>