للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهوى، (ومنهم من حمله محبة الآباء والأسلاف وحسن الظن) (١) بهم، ومنهم من حمله أُلْفَةُ (٢) الدِّين الذي نشأ عليه وجبل بطبعه فصار انتقاله عنه كمفارقة الإنسان ما طُبع عليه. وأنت ترى هذا السبب كيف هو الغالب المستولي على أكثر بني آدم في إيثارهم ما اعتادوه من المطاعم والمشارب والملابس والمساكن والديانات على ما هو خيرٌ منه وأَوْفَقُ بكثير" (ومنهم من حَمَلَه التقليدُ والجهل) (٣)، وهم الأتباع الذين ليس لهم علم. ومنهم من حمله الخوف من فوات محبوب أو حصول مرهوب (٤).

فلم ننسب (٥) هاتين الأمتين إلى الغرض المذكور وحده.

(الثالث) أنا قد بينَّا أنَّ الأمم الذين كانوا قبلهم (٦) كانوا أكثر عددًا وأغزر عقولًا منهم، وكلُّهم اختاروا العَمَى على الهدى، والكفر على الإيمان بعد البصيرة، فلهاتين الأمتين سَلَفٌ كثير، وهم أكثر الخلق.

(الرابع) أنَّ عبد الله بن سلام وذويه (٧) إنما أسلموا في وقتِ شدَّةٍ من الأمر وقلةٍ من المسلمين وضعفٍ وحاجة، وأهلُ الأرضِ مُطْبقونَ على عداوتهم، واليهودُ والمشركون هم أهل الشوكة والعُدَّةَ والحَلْقة


(١) ما بين القوسين ساقط من "د، ص".
(٢) في "د": "محبة ألفة".
(٣) ساقط من "ب، ج".
(٤) في "غ، ص": "مرحوب".
(٥) في جميع الأصول "تنسب"، ولعلها تصحيف.
(٦) في "ب" صححت إلى: "عليهم" من نسخة أخرى.
(٧) في "د": "ومن دونه".

<<  <  ج: ص:  >  >>