وهذا علَّامتهم (١) المتأخر "شيخ الإسلام ابن تيمية" جمع بعضُ أصحابِه فتاواه في ثلاثين مجلدًا ورأيتها في الديار المصريَّة.
وهذه تآليف أئمة الإسلام التي لا يُحْصِيها إلا الله، وكلُّهم -من أولهم إلى آخرهم- يُقِرُّ للصحابة بالعلم والفضل، ويعترف بأن عِلْمَه بالنسبة إلى علومهم كعلومهم بالنسبة إلى علم نبيِّهم.
وفي "الثقفيات" حدَّثنا قُتَيْبَةُ بن سعيد، عن سعيد بن عبد الرحمن المعافري، عن أبيه، أنَّ كعبًا رأى حَبْر اليهود يبكي، فقال له: ما يُبْكيك؟ قال: ذكرتُ بعض الأمر، فقال كعب: أَنْشُدُك الله لئن أخبرتُك ما أبكاك لتصدقنِّي؟ قال: نعم. قال: أنشُدُك الله: هل تجد في كتاب الله المنزَّل أنَّ موسى نظر في التوراة فقال: ربِّ إني أجدُ خير أمة أُخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجَّال. فَاجْعَلْهُم أمتي. قال: هم أمة أحمد يا موسى؟ قال الحَبْر: نعم.
قال كعب: فأنشُدُك الله، هل تجدُ في كتاب الله المنزَّل أن موسى نظر في التوراة فقال: يا ربِّ إني أجد أمةً هم الحمَّادون رعاة الشمس المحكَّمون إذا أرادوا أمرًا قالوا: نفعله إن شاء الله. فاجعلهم أمتي. قال: هم أمة أحمد يا موسى؟ قال الحبر: نعم.
فقال كعب: فأنشُدُك الله أتجدُ في كتاب الله المنزَّل أن موسى نظر في التوراة فقال: يا ربّ إني أجد أمة إذا أشرف أحدهم على شَرَفٍ كبَّر الله وإذا هبط حَمِدَ الله؛ الصعيدُ طَهُورهم، والأرض لهم مسجدٌ حيثما