للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحمل النبوءات والبشارات بنبوة محمد وكأن الله تعالى أبقاها ليخزيهم ويظهر ما هم عليه من باطل، ولتقوم عليهم الحجة من كتبهم التي يقدسونها، ولما كثرت هذه البشارات وما استطاعوا كتمانها كلها أخذوا يحرفون فيها ويؤولونها تأويلات باردة ليصرفوها عن معناها الحقيقي الدالّ على نبوة محمد وليجعلوا بعضها خاصًا بعيسى !

٢ - هذه البشارات على نوعين:

منها ما يكون إشارات مجملة -غالبًا- ولا تنطق باسمه واسم بلده مثلًا، بل تذكر صفته ونعته ونعت أمته ومخرجه، وشيئًا من صفات دعوته ورسالته وثمراتها، ويكون في هذا أبلغ دلالة على المطلوب من ذكره باسمه الصريح، فإن الاشتراك قد يقع في الاسم فلا يحصل به التعريف والتمييز، ولا يشاء أحد، يسمى بهذا الاسم، أن يدعي أنه هو إلا فعل، إذ الحوالة إنما وقعت على مجرد الاسم، وإن كان هذا الإخبار مجملًا غير واضح عند العوام من الناس فإنه يصير عند الخواص جليًا بواسطة القرائن التي تحف به وقد يبقى خفيًا عليهم أيضًا لا يعرفون صدقه إلا بعد ادعاء النبي اللاحق أن النبي المتقدم أخبر عنه وظهر صدق ادعائه بظهور علامات النبوة والمعجزات على يديه.

ومن هذه البشارات ما يكون تفصيلًا تامًا بالاسم الصريح للنبي


= وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران/ ٧١]، ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [المائدة/ ١٥]، ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ [النساء/ ٤٦، المائدة/ ١٣]، ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران/ ٧٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>