للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنبياء والحواريين: فهل صار أحد منهم إلهًا بذلك؟!!

وإن قلتم: جعلناه إلهًا للعجائب التي ظهرت على يديه؛ فعجائب موسى أعجب وأعجب، وهذا إيليا النبيُّ بارك على دقيقِ العجوز ودُهْنِها فلم يَنْفَدْ ما في جرابها من الدقيق وما في قارورتها من الدهن سَبْعَ سنين (١)!!.

وإن جعلتموه إلهًا لكونه أَطْعَمَ من الأرغفة اليسيرة آلافًا من الناس (٢)؛ فهذا موسى قد أطعم أمته أربعين سنةً من المَنِّ والسَّلْوى!! وهذا محمد بن عبد الله قد أطعم العَسْكَرَ كلَّه من زادٍ يسير جدًّا حتى شبعوا وملأوا أوعيتهم (٣)، وسقاهم كلَّهم من ماءٍ يسيرٍ لا يملأ اليد (٤) حتى ملأوا كلَّ سقاء في العسكر، وهذا منقول عنه بالتواتر (٥)!!.

وإن قلتم: جعلناه إلهًا لأنه صاح بالبحر فسكنت أمواجه؛ فقد ضرب موسى البحر بعصاه فانفلق اثني عشر طريقًا، وقام الماء بين الطرق كالحيطان، وفجَّر من الحجر الصَّلْد اثني عشر عينًا سارحة!!.

وإن جعلتموه إلهًا لأنه أبرأ الأكْمَهَ والأبرصَ؛ فإحياءُ الموتى أعجب من ذلك، وآياتُ موسى ومحمدٍ -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-


(١) انظر: "سفر الملوك الأول": (١٧/ ١١ - ١٦).
(٢) انظر: إنجيل يوحنا: (٦/ ٩ - ١٠).
(٣) أخرجه مسلم في الإيمان: (١/ ٥٧).
(٤) في "ج": "يعم اليد" وفي "غ، ص": "يغير".
(٥) أخرجه البخاري في المغازي، باب غزوة الحديبية: (٥/ ٢٦٠) (الطبعة المنيرية). وانظر: "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" للكتاني، ص (٢١٢ - ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>