للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن جعلتموه إلهًا لأنَّ تلاميذه ادَّعَوا ذلك له، وهم أعْلَمُ الناس به، كذبْتُم (١) أناجيلَكم التي بأيديكم، فكلُّها صريحةٌ -أظهر صراحةٍ- بأنهم ما ادَّعَوا له إلا ما ادَّعاه لنفسه من أنه عَبْدٌ.

فهذا "متى" يقول في الفصل التاسع من إنجيله محتجًّا بنبوة إشَعْيَا في المسيح عن الله ﷿: "هذا عبدي الذي اصطفيتُه، وحبيبي الذي ارتاحت نفسي له" (٢)، وفي الفصل الثامن من إنجيله: "إني أشكرك يا رب"، "ويا رب السموات والأرض" (٣).

وهذا "لوقا" يقول في آخر إنجيله: "إنَّ المسيحَ عَرَضَ له ولآخرَ من تلاميذه في الطريق ملكٌ وهما محزونان. فقال لهما وهما لا يعرفانه: ما بالكما محزونَيْن؟ فقالا (٤): كأنك غريبٌ في بيت المقدس، إذْ كنت لا تعلم ما حدث فيها في هذه الأيام من أمر يسوع النَّاصريِّ؛ فإنه كان رجلًا نبيًّا قويَّا تقيًّا في قوله وفعله، عند اللهِ وعند الأمةِ (٥)، أخذوه وقتلوه" (٦)، وهذا كثير جدًّا في الإنجيل!.

وإن قلتم: إنما جعلناه إلهًا لأنه صَعِدَ إلى السماء، فهذا أخنوخ (٧)


(١) في "ب، ج": "كذبتكم".
(٢) إنجيل متى: (١٢/ ١٨).
(٣) إنجيل متى: (٨/ ٢٥).
(٤) في "ب، ج": "فقال".
(٥) في "ج": "أمته".
(٦) إنجيل لوقا، (٢٤/ ١٥ - ٢١).
(٧) إدريس .

<<  <  ج: ص:  >  >>