للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المسحور، وهذه الحقيقة لا ينكرها إلا معاند صاحب هوى، كما دلت أيضًا على أن الساحر عقوبته القتل، وهو الراجح من أقوال أهل العلم، انظر تيسير العزيز الحميد (ص ٢٩٥)، وذلك لأن السحر ينافي أصل التوحيد ويناقضه، انظر "شرح العقيدة الصحيحة ونواقض الإسلام" لابن باز (ص ١٩٢)، والساحر لا يكون ساحرًا إلا إذا كفر باللّه، وعبد الشياطين، بالذبح لهم، والخضوع لأوامرهم، والخوف منهم.
وقد جاء في القرآن ما يدل على كفر الساحر: قال تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُر} [البقرة: ١٠٢].
قال ابن حجر في فتح الباري (١٠/ ٢٧٦ - ٢٧٧): "وفي إيراد المصنف هذه الآية إشارة إلى اختيار الحكم بكفر الساحر لقوله فيها {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا".
وإنما كان حدّ الساحر القتل، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من بدل دينه فاقتلوه" أخرجه البخاري (٦٩٢٢). والساحر مبدل لدينه، لأنه لا يتعلم السحر إلا بعد =

<<  <  ج: ص:  >  >>