للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= التعليق: لقد جاءت الشريعة بتحريم الذبح لغير الله، لأنه من الإشراك به سبحانه وتعالى في ألوهيته، ولأن فيه تعظيم للمذبوح له، والذبح من أعظم القربات عند الله، ومن أجلّ العبادات البدنية والمالية، فلا يجوز صرفها إلا لله عزَّوجلَّ، وصرفها لغيره هو من اتخاذ الأنداد معه تبارك وتعالى.
وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أنه لا يجوز الذبح لغير الله، وأنه من الشرك.
فمن الكتاب العزيز: قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} [البقرة: ١٧٣]. وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: الآيات ١٦٢ - ١٦٣].
قال ابن كثير في تفسير القرآن (٣/ ٣٨١): "يأمره تعالى أن يخبر المشركين، الذين يعبدون غير الله، ويذبحون لغير اسمه، أنه مخالف لهم في ذلك، فإن صلاته لله، ونسكه على اسمه وحده لا شريك له، وهذا كقوله تعالى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)} [الكوثر: ٢]، أي: أخلص له صلاتك وذبيحتك، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره الله تعالى بمخالفتهم، والانحراف عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى".
- ومن السنة المطهرة: ما جاء عن علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله من ذبح لغير الله". رواه مسلم (١٩٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>