للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عطاء عن "لعمري" وعن "لا ها الله إذًا" أبهما بأس؟ فقال: لا، ثم حدّث هذا الحديث عن أبي هريرة، وأقول ما لم يكن حلف بغير الله فلا بأس، فليس "لعمري "بقسم".
وسَأل سحنون بن سعيد التنوخي الإمامَ مالك فقال: "أرأيت قوله "لعمري" أتكون هذه يمينًا؟ قال: قال مالك: لا تكون يمينا". المدونة الكبرى (١/ ٥٨٢).
وقال ابن قدامة في المغني (١٣/ ٤٥٧): ((وإن قال: "لعَمْري" أو "لعَمْرُك" أو "عَمْرُك" فليس بيمين في قول أكثرهم". وقال الحسن في قوله "لعمري" عليه الكفارة، ولنا أنه أقسم بحياة مخلوق، فلم تلزمه كفارة، كما لو قال: و"حياتي" وذلك لأن هذا اللفظ يكون قسما بحياة الذي أضيف إليه العَمْرُ، فإن التقدير "لعمرك قسمي" أو "ما أقسم به" والعَمْرُ: الحياة أو البقاء)).
وهذا مؤيد لما ورد في الباب من سؤال الكوسج للإمام أحمد عن هذه اللفظة.
فمما سبق يتبين لنا أن كلمة "لعمري" ليست بيمين شرعي، ولا من الحلف بغير الله، وأما ما ورد عن إبراهيم النخعي والحسن أنهما كانا يكرهان التلفظ بها، فلعل ذلك من باب سد الذريعة، لئلا يظن أنها من الحلف بغير الله، أو لعل هذه النصوص لم تبلغهما. والله أعلم.
وللتوسع في هذا الموضوع، يرجع إلى ما كتبه الشيخ حماد الأنصاري -رحمه الله- حول كلمة "لعمري"، وهو بحث منشور ضمن "مجلة الجامعة الإسلامية" عدد ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>