للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فتلفظُ النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الكلمة، دليل على أنها ليست من الحلف بغير الله، وإلا لنهى أمته عن التلفظ بها.
وأخرج البخاري في صحيحه (٤٦٩٥) عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها" قالت له: وهو يسألها عن قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} [يوسف: ١١٠]. قال: قلت: أكذبوا أم كُذبوا؟ قالت عائشة: كُذبوا، قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن؟ قالت: أجل "لعمري" لقد استيقنوا بذلك ... " الحديث.
وأخرج البخاري أيضا في صحيحه (١٦١٨) عن ابن جريج قال أخبرني عطاء: "إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الرجال؟ قلت: أبعدَ الحجاب أو قبل؟ قال: إي "لعمري" لقد أدركته بعد الحجاب".
فهذه الآثار تدل على أن السلف كانوا يستعملون هذه اللفظة في كلامهم، ولو كانت من الحلف بغير الله، لكانوا أبعد الناس عنها، لأنهم أحرص الناس على اجتناب ما نهى الشرع عنه.
ومما يؤيد أن هذه الكلمة ليست من قبيل اليمين الشرعي، ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٨/ ٤٦٩) قال أخبرنا ابن جريج، قال: "سمعت عطاء يقول: كان خالد بن العاص وشيبة بن عثمان يقولان إذا أقسما: "وأبي" فنهاهما أبو هريرة عن ذلك أن يحلفا بآبائهما، قال: فغيّر شيبة، فقال: "لعمري" وذلك أن إنسانا سأل =

<<  <  ج: ص:  >  >>