كتاب الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن الإمام أحمد

المطلب الثاني: الآثار الواردة في توحيد الألوهية - المسألة الثانية عشرة: ما جاء في التصاوير - ج: 1 - ص: 171

٣٤ - حدثنا إسحاق قال: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: أخبرنا ليث قال: دخلت على سالم بن عبد الله وهو متكئ على وسادة فيها تصاوير وحش أو سباع فقلت: أما تكره هذا؟ قال: يكره للذي يصورها، ثم قال سالم: سمعت أبي يحدث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من صور شيئا كلف أن يحييه يوم القيامة (١)، وسمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: الفتنة ها هنا وأشار بيده نحو المشرق" (٢). قال: قلت له: بما جهزك أبوك؟ قال: بتابوتين من خضب، وحجَلة (٣) من صوف، ونبد وسائد، وزريبة، وسرير عليه حشية قال: قلت: إلى من أرسل؟ قال: أرسل إلى أبي أيوب صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليدعو لنا بالبركة، فلما رأى ما في البيت أبى أن يدخل،

---

(١) أخرجه البخاري (كتاب اللباس، باب من صور صورة كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ، ح ٥٩٦٣) عن ابن عباس مرفوعا، ومسلم (كتاب اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، ح ٢١١٠) بلفظ: "من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ".
(٢) أخرجه البخاري (كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، ح ٣٢٧٩).
(٣) الحجلة بالتَّحْريك: بَيْت كالقُبَّة يُسْتَر بالثِّيَاب وتكون له أزْرَارٌ كبَارٌ وتُجْمَع على حِجَال. النهاية لابن الأثير (١/ ٣٤٧).