التعليق: صفة اليدين من الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه، وأثبتها له نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وآمن بها الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فأئمة السلف مجمعون على إثبات يدين اثنتين لله تعالى كما يليق به سبحانه، وأن كلتيهما يمين كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي صفة ذاتية خبرية. والدليل من الكتاب العزيز قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤]. وقوله تعالى: {قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]. وقوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: ١٥]. ومن السنة: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض". رواه البخاري (٧٤١٩)، ومسلم (٩٣٣). وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عزَّوجلَّ، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلوا". رواه مسلم (١٨٢٧). وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه، =