للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فضحك النبي عزَّوجلَّ -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: ٦٧].
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يقبض الله الأرض، ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض". رواه البخاري (٤٨١٢)، ومسلم (٢٧٨٧).
قال ابن خزيمة في كتابه التوحيد (ص ٨٢ - ٨٣): "نحن نقول: لله جل وعلا يدان كما أعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ونقول: كلتا يدى ربنا عزَّوجلَّ يمين على ما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونقول: إن الله عزَّوجلَّ يقبض الأرض جميعا بإحدى يديه ويطوى السماء بيده الأخرى، وكلتا يديه يمين لا شمال فيهما".
وقال ابن القيم في مختصر الصواعق (٣/ ٩٤٩ - ٩٥٠): "إن اقتران لفظ الطي والقبض والبسط والإمساك باليد يصير المجموع حقيقة، هذا في الفعل وهذا في الصفة، بخلاف اليد المجازية فإنها إذا أريدت لم يقترن بها ما يدل على اليد الحقيقية، بل ما يدل على المجاز كقولهم: "له عندي يد" و"أنا تحت يده" ونحو ذلك، وأما إذا قيل: "قبض بيده" و"أمسك بيده" أو "قبض بإحدى يديه" فهذا لا يكون إلا حقيقة".

<<  <  ج: ص:  >  >>