للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فوق الماء، والله تبارك وتعالى على العرش" (١).


(١) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥٩).
التعليق: هذه الآثار المنقولة عن السلف فيها إثبات صفة العلو لله تعالى على خلقه، التي تواترت النصوص من الكتاب والسنة على إثباتها، واتفق السلف الصالح على أن الله عال على خلقه بائن منهم.
وقد تنوعت دلالات النصوص على إثبات هذه الصفة، فمرة يأتي الإخبار عنها بأن الله في السماء، وذلك كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك: ١٦].
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء". رواه مسلم (١٠٦٤).
وتارة يكون الإخبار عنها بنزول الأشياء من عند الله تعالى، مثل قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الواقعة: ٨٠].
وتارة يكون الإخبار عنها باستواء الله على عرشه، مثل قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥]، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي". رواه البخاري (٣١٩٤)، ومسلم (٢٧٥١).
وقد تضمنت الآثار التي في الباب على هذه الدلالات الثلاثة، وهناك دلالات أخرى تبين علو الله على خلقه. انظرها في: مجموع الفتاوى (٥/ ١٦٤ - ١٦٥)، وإعلام الموقعين (٢/ ٣٠٠ - ٣٠٣)، وشرح العقيدة الطحاوية (٢٦٣ - ٢٦٧). =

<<  <  ج: ص:  >  >>