جاء عن الإمام الأوزاعي أنه قال: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا". أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٥٠). وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية الكبرى (ص ٢٣). وعلو الله على خلقه وبينونته منهم أمر معلوم من الدين بالضرورة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (٣/ ٣٥٢): "القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك، كالعلم بالأكل والشرب في الجنة، والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب، والعلم بأن الله بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، والعلم بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما، بل نصوص العلو قد قيل إنها تبلغ مئين من المواضع. والأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك". وعلوه سبحانه مركوز في فطر الخلق مغروز في طبائعهم. قال ابن قدامة: "فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك محمد خاتم الأنبياء، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصمحابة الأتقياء، والأئمة من الفقهاء، وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزًا في طباع الخلق أجمعين". إئبات صفة العلو (ص ٦٣). =