وقال أبو الحسن الأشعري في كتاب "رسالة إلى أهل الثغر" (٢٣٢) في الإجماع التاسع: "وأجمعوا على ... أنه تعالى فوق سمواته على عرشه دون أرضه". وقال ابن أبي شيبة في كتاب العرش (ص ٥١): "ثم تواترت الأخبار: أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه بذاته، ثم خلق الأرض والسماوات فصار من الأرض إلى السماء ومن السماء إلى العرش فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصًا من خلقه بائنا منهم". وقال أبو سعيد الدارمي في كتاب الرد على الجهمية (ص ٣٩) بعد أن ساق عددًا كبيرًا من الأدلة الدالة على ثبوت العرش: "ففي ما ذكرنا من كتاب الله عزَّ وجلَّ وفي هذه الأحاديث بيان بيِّن: أن العرش كان مخلوقًا قبل ما سواه من الخلق، وأن ما ادعى فيه هؤلاء المعطلة تكذيب بالعرش وتخرص بالباطل. ولو شئنا أن نجمع في تحقيق العرش كثيرًا من أحاديث رسول الله وأصحابه والتابعين لجمعنا، ولكن علمنا أنه خلص علم ذلك والإيمان به إلى النساء والصبيان". وانظر كتاب العرش للذهبي، فقد ذكر عددًا كبيرًا من الأئمة القائلين بإثبات العرش.