التعليق: هذه الآثار الواردة عن السلف تدل على إثبات صفة المعية لله تعالى، وقد دلت النصوص من الكتاب والسنة المطهرة وأقوال السلف الصالح على إثبات هذه الصفة، وأن الله مع خلقه بعلمه وهو مستو على عرشه. فمن الكتاب العزيز: قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: ٧]. وقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤]. وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: ١٥٣]. ومن السنة المطهرة: ما رواه البيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٩٥) والطبراني في المعجم الصغير (١/ ٣٣٤)، وفي مسند الشاميين (٣/ ٩٣) عن عبد الله بن معاوية الغاضري -رضي الله عنه-: "أن رجلا قال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما تزكية المرء نفسه؟ قال: أن يعلم أن الله معه حيثما كان". وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٠٤٦). وأخرج مسلم (٢٦٧٥) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني ... ". ومن أقوال السلف الصالح رحمهم الله: قال الإمام أبو عمر الطلمنكي: "وأجمع المسلمون من أهل السنة، على أن معنى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤]، ونحو ذلك من القرآن، أن ذلك علمه، وأن الله فوق السموات بذاته، مستويًا على =