للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عرشه كيف شاء". نقل كلامه هذا شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (١/ ١٨٦).
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٧/ ١٣٨ - ١٣٩): "وأما احتجاجهم بقوله عزَّ وجلَّ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: ٧] فلا حجة لهم في ظاهر هذه الَاية؛ لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش وعلمه في كل مكان".
فهذه النصوص تدل على أن الله تعالى معنا بعلمه وليس بذاته كما تقوله الحلولية من الصوفية وغيرهم فهو مستو على عرشه بائن من خلقه، إذ لا منافاة بين علو الله على عرشه ومعيته لخلقه، لأن الله ليس كمثله شيء". وانظر فتح رب البرية بتلخيص الحموية (ص ٥٢ - ٥٣) للشيخ محمد بن عثيمين.
ومعية الله لخلقه تنقسم على قسمين:
القسم الأول: معية عامة لجميع الخلق: وهي معية العلم والإحاطة والقدرة، ودليلها قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤].
القسم الثاني: معية خاصة: وهي معية الله تعالى لأوليائه المتقين، بنصرهم وتأييدهم وحفظهم، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: ١٩٤]. وقال تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: ١٩]. وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: ١٢٨]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>