قال ابن القيم في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (٢/ ٦٢٣): "وإضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله في هذه الآية، وتَعْدِيته بأداة "إلى" المريحة في نظر العين، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على أن المراد بالنظر المضاف إلى الوجه المُعدَّى بـ "إلى" خلاف حقيقته، وموضوعه، صريح في أن الله سبحانه وتعالى أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى نفس الرب جل جلاله". ومن الأدلة أيضا قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]. وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- الزيادة بقوله: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عزَّ وجلَّ". رواه مسلم (١٨١). وقال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: ١٥]. قال الإمام الشافعي في هذه الَاية: "فلما أن حجبوا هؤلاء في السخط، كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضا". أخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (٨٨٣). وقال ابن حبان في صحيحه (١٦/ ٤٧٧): "هذه الأخبار في الرؤية يدفعها من ليس العلم صناعته، وغير مستحيل أن الله جل وعلا يُمَكّن المؤمنين المختارين من عباده من النظر إلى رؤيته -جعلنا الله منهم بفضله- حتى يكون فرقا بين الكفار =