للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والمؤمنين، والكتاب ينطق بمثل السنن التي ذكرناها سواء، قوله جل وعلا {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} فلما أثبت الحجاب عنه للكفار، دل ذلك على أن غير الكفار لا يحجبون عنه، فأما في هذه الدنيا، فإن الله جل وعلا خلق الخلق فيها للفناء فمستحيل أن يرى بالعين الفانية الشيء الباقي، فإذا أنشأ الله الخلق، وبعثهم من قبورهم للبقاء في إحدى الدارين، غير مستحيل حينئذ أن يرى بالعين التي خلقت للبقاء في الدار الباقية الشيء الباقي، لا ينكر هذا الأمر إلا من جهل صناعة العلم، ومنع بالرأي المنكوس، والقياس المنحوس".
وقد أجمع السلف الصالح من هذه الأمة على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.
قال أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف (٢٦٣): "ويشهد أهل السنة: أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم؛ وينظرون إليه، على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول -صلى الله عليه وسلم-".
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٦/ ٤٨٦): "والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الَاخرة فهو كافر؛ فإن كان ممن لم يبلغه العلم في ذلك عرف ذلك، كما يعرف من لم تبلغه شرائع الإسلام، فإن أصرّ على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر".
- ورؤية الناس لربهم في الجنة هو النعيم الأعظم الذي يعطونه، فلا شيء أكمل من هذا النعيم، فحق له أن يتنافس من أجله المتنافسون. =

<<  <  ج: ص:  >  >>